أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة لمنع التصعيد العسكري ضد إيران من التحول إلى كارثة واسعة النطاق، مجددًا رفضه لأي انتهاك لسيادة إيران وداعيًا إلى التهدئة، كما استعرض في كلمته إنجازات حكومته في دعم حقوق الموظفين وتعزيز الحريات العامة.

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تعمل بكل طاقتها لمنع الهجمات التي تشنها "دولة الاحتلال" وداعموها ضد إيران من التوسع إلى كارثة إقليمية جديدة، مشددًا على أن تركيا ترفض بشكل قاطع أي انتهاك لسيادة إيران أو تهديد لاستقرار المنطقة.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته في احتفالية الذكرى الثلاثين لتأسيس اتحاد موظفي القطاع العام (Memur-Sen) في العاصمة أنقرة.

وأشار أردوغان إلى أن تركيا أظهرت موقفًا ثابتًا ضد العدوان على غزة منذ 7 أكتوبر، وأوقفت جميع تعاملاتها التجارية مع الاحتلال الصهيوني، متخليًا عن أكثر من 9 مليارات دولار من المبادلات.

وتابع: "بينما تلقي المعارضة في بلادنا التهم على المقاومة الفلسطينية، نحن وقفنا بثبات مع إخواننا في غزة، ونعمل حاليًا على احتواء تداعيات العدوان على إيران قبل أن يتسبب في كارثة إقليمية واسعة النطاق. كما أننا لا نقبل بأي شكل من الأشكال بالهجوم على سيادة إيران، وسنواصل إعلان موقفنا بوضوح."

وأكّد الرئيس التركي أن بلاده استضافت مؤخرًا الدورة الـ51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، وستشارك قريبًا في قمة قادة الناتو في لاهاي لبحث القضايا الإقليمية والدولية.

وعلى الصعيد الداخلي، استعرض أردوغان عددًا من الإنجازات الحكومية التي تحققت في فترة حكمه، خاصة في ما يتعلق بحقوق الموظفين ورفع مستوى معيشتهم، مشيرًا إلى أن الحد الأدنى لرواتب الموظفين ارتفع إلى أكثر من 43 ألف ليرة تركية، مع تحقيق زيادة حقيقية في الأجور بنسبة تجاوزت 266% منذ عام 2002.

كما تحدث عن إصلاحات دستورية مرتقبة تهدف إلى ترسيخ الحريات الدينية والشخصية، مشيرًا إلى أن بلاده تجاوزت حقبة كانت فيها المرأة المحجبة ممنوعة من دخول المؤسسات الرسمية، واليوم تشغل مناصب رفيعة كسفيرة وقاضية ووزيرة.

وأكد أردوغان أن الحكومة تسير بخطى ثابتة على طريق الإصلاح الاقتصادي رغم التحديات، مشددًا على أن برنامج الإصلاح المالي بدأ يعطي ثماره، وأنه مع انخفاض التضخم ستزداد القوة الشرائية لجميع المواطنين.

وفي ختام كلمته، وجّه أردوغان انتقادات حادة للمعارضة التركية، متهمًا إياها بمحاولة ضرب الاقتصاد الوطني عبر الدعوة لمقاطعة العلامات التجارية المحلية، تزامنًا مع تصاعد التوترات الإقليمية.  (İLKHA)